صحيح أن قصر عابدين الفخم بحديقته الغناء التى تتميز بأشجارها النادرة وكشك الموسيقى الرائع.. صحيح أنه من أهم معالم حى عابدين، الذي اعتز بأننى نشأت وترعرعت فيه ولعبت الكرة فى ميدانه الشهير وتعلمت فى المدارس بمحيطه زهر الربيع الإبتدائية المشتركة ومصطفى كامل الإعدادية وطلعت حرب الثانوية، غير أن قصر عابدين ليس المعلم الوحيد الذى تشتهر به عابدين، إذا تنافس القصر مقاهى عابدين مثل مقهى موسى عطية ومقهى الانشراح ومقهى عوض ومقهى عبدالنبي ومقهى الغندور، ومن معالم عابدين أيضا، التى أصبحت أثرا بعد عين، مطعم البحار أشهر مطاعم الفول والطعمية ومحل أرخصهم الذى كان يلبى معظم طلبات سيدات وبنات وربات البيوت فى عابدين، وفرن الحربية الذى يقدم أشهى وأطعم المخبوزات.
كما كان من أهم معالم عابدين عم جلال رحمه الله أشهر بائع صحف ومجلات فى الحي، والذى اشتهر بصوته الجهوري والذى رفع قبل عقود شعار القراءة للجميع لمن يملك ثمن الجرائد والمجلات ومن لا يملك، وعم عبده رحمه الله أشهر بائع دندورما وآيس كريم والذى كان يجوب كل شوارع وحواري عابدين ويعلن عن وصوله بالبروجى الذى أجاد عزفه، وإن أنسى من معالم عابدين، فلا أنسى مسجد المتبولى ومسجد أبو طبل ومسجد الصحابى وكنيسة الملاك غبريال رئيس الملائكة التى تقع فى حارة السقايين ودرب المواهي ، ولا يمكن نسيان واحدة من أهم معالم حى عابدين وبالتحديد شارع عبدالمنعم القريب جدا من القصر، ألا وهى بقالة العاصمة التى قدمت قبل عقود نموذجا سابقا لزمانه للسوبر ماركت والهايبر ماركت، والمؤكد أن بقالة العاصمة كانت فى وقت من الأوقات أشهر من شركة العاصمة، خاصة عندما كانت القاهرة بأزهرها وقلعتها وبرجها وقصورها عابدين والقبة والطاهرة وحدائقها الاندلس والحرية وميادينها العتبة والأوبرا وعابدين والتحرير، هى العاصمة الوحيدة لمصرنا أم الدنيا.
--------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج
